کد مطلب:52970 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:269

قصّة تألیف «منهاج الکرامة»











نقل السیّد محسن الأمین فی «أعیان الشیعة» عن التقیّ المجلسیّ فی «شرح الفقیه» أنّ السلطان اُلجایتو محمّد المغولیّ الملقّب ب «شاه خدابنده» غضب علی إحدی زوجاته، فقال لها: أنت طالق ثلاثاً! ثمّ ندم، فسأل العلماء، فقالوا: لابدّ من المُحلّل، فقال: لكم فی كلّ مسألة أقوال، فهل یوجد هنا اختلاف؟

فقالوا: لا.

فقال احد وزرائه: فی الحلّة عالم یفتی ببُطلان هذا الطلاق.

فقال العلماء: إنّ مذهبه باطل، ولا عقل له ولا لأصحابه، ولا یلیق بالملك أن یبعث إلی مثله.

فقال الملك: أمهلوا حتّی یحضر ونری كلامه.

فبعث فاُحضر العلّامة الحلّیّ، فلمّا حضر جمع له الملكُ جمیعَ عُلماء المذاهب، فلمّا دخل علی الملك أخذ نَعله بیده، ودخل وسلّم وجلس إلی جانب الملك.

فقالوا للملك: ألم نقل لك أنّهم ضعفاء العقول؟!

فقال: إسألوه عن كلّ ما فعل.

فقالوا: لماذا لم تخضع للملك بهیئة الركوع؟!

فقال: لأنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله لم یكن یركع له أحد، وكان یُسلَّم علیه، وقال اللَّهُ تعالی: «فَإِذَا دَخَلْتُم بُیُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَی أَنفُسِكُمْ تَحِیَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً»[1] ولایجوز الركوع والسجود لغیر اللَّه.

قالوا: فلِمَ جلستَ بجنب الملك؟

قال: لأنّه لم یكن مكان خالٍ غیره.

قالوا: فلمَ أخذتَ نعلَیك بیدك وهو مُنافٍ للأدب؟

قال: خفتُ أن یسرقه أهلُ المذاهب كما سرقوا نعلَ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله.

فقالوا: إنّ أهل المذاهب لم یكونوا فی عهد رسول اللَّه صلی الله علیه وآله، بل ولدوا بعد المائة فما فوق من وفاته. كلُّ هذا والترجمان یترجم للملك كلّ ما یقوله العلّامة.

فقال للملك: قد سمعتَ اعترافهم هذا، فمن أین حصروا الاجتهاد فیهم ولم یجوّزوا الأخذ من غیرهم ولو فُرض أنّه أعلم؟!

فقال الملك: ألم یكن أحد من أصحاب المذاهب فی زمن النبیّ صلی الله علیه وآله ولا الصحابة؟

قالوا: لا.

قال العلّامة: ونحنُ نأخذ مذهبنا عن علیّ بن أبی طالب: نفس رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وأخیه وابن عمّه ووصیّه، وعن أولاده من بعده.

فسأله عن الطلاق، فقال: باطلٌ لعدم وجود الشهود العدول.

وجری البحث بینه وبین العلماء حتّی ألزمهم جمیعاً، فتشیّع الملك وخطب بأسماء الأئمّة الإثنی عشر، وأمر فضُربت السكّة بأسمائهم، وأمر بكتابتها علی المساجد والمشاهد[2] .









    1. النور: 61.
    2. أعیان الشیعة 399:5.